تخفيض!

القوالب الفنية في الكتابة الصحفية

السعر الأصلي هو: 20,000 $.السعر الحالي هو: 10,000 $.

التصنيف:

الوصف

القوالب الفنية في الكتابة الصحفية

الدرس الاول :

1. قالب الهرم المقلوب

يعتبر من بين أكثر أنواع القوالب الصحفية انتشارا خاصة في الصحافة الوطنية، لاسيما في أخبار وكالات الأنباء، والذي يرتكز على كتابة الأحداث أو الأفكار المهمة في البداية والتدرج من حيث “الأهمية” إلى نهاية الخبر بالترتيب التالي “بالغ الأهمية- مهم- عادي الأهمية- غير مهم”.

والشكل التالي يوضح قالب الهرم المقلوب:

“يناسب هذا النمط الأخبار البسيطة التي تدور حول واقعة واحدة أو موضوع واحد، كما يستخدم كثيرا في الأخبار الجادة أو الساخنة” (حسني نصر، سناء عبد الحمان، مرجع سابق، ص 214)،  ويرجع شيوع هذا  القالب لسببين:

السبب الأول: أنه أقدر الوسائل على نقل المعلومات، فيخدم القراء الذين لا يكترثون لقراءة كل محتوى المقال ويكتفون فقط بقراءة الأسطر الأولى لمعرفة ما بداخله حتى يقرروا ما إن كانوا سيستمرون بإكمال القراءة أم لا.

السبب الثاني: أن المساحة المخصصة للخبر أو المقال تشكل دائما مشكلة بالنسبة للصحيفة فإذا صيغت الأخبار ضمن هذا القالب، أصبح من السهل اختصارها تدريجيا من أسفل الهرم وحسب الأهمية والاهتمام وطبيعة الموضوع.

ويشتمل هذا القالب على ركنين أساسيين هما:

الركن الأول: يتضمن مقدمة الحديث وهى تحتل قاعدة الهرم المقلوب، والمقدمة هي تحتوى على أهم ما في الحديث من أخبار وآراء.

الركن الثاني: نص الحوار وهو يمثل جسم الهرم المقلوب، ويأتي جسم الحديث متضمناً النص الكامل للحديث ثم يتم التدرج في أهمية المعلومات الواردة فى الحوار من الأكثر أهمية، فالأقل أهمية ثم الأقل فالأقل.

إن السلبية الوحيدة في هذا النوع من القوالب هي تهميش الفقرة الختامية في بعض الأحيان مما يضعف قوة الطرح، وقد تبعث هذه النمطية في الكتابة والقراءة على الإسهاب بسبب التكرار الممل في العملية الإخبارية.

ويحدد “فاروق أبو زيد” (فاروق أبو زيد، فن الخبر الصحفي، دار الشروق، ط2، 1984، ص 328) مميزات نمط الهرم المقلوب في كتابة الخبر الصحفي في:

– يسهل على كاتب الخبر أن يرتب الأحداث داخله بسرعة.

– يستطيع المحرر أن يختار المفردات الأساسية من الخبر لتكون جوهر العنوان وذلك بقراءة الفقرات الأولى.

– يمكن الصحف والمجلات من التكيف مع المساحة المتاحة.

– تمكن القارئ من تحديد أهمية الخبر بالنسبة له بسرعة.

– يمكن القراء من الحصول على الأساسيات بسهولة ويمكن المحررين من الاختزال.

الفقرة الأولى قوية وهو الأمر الذي تتطلبه كتابة الخبر في كل القوالب والأشكال الصحفية الأخرى.

– أقدر الوسائل على نقل المعلومات فالناس عادة لا ينفقون الكثير من الوقت لقراءة الأخبار ويكتفون بقراءة الجمل الأولى يساعد القارئ المشغول على الاكتفاء بمقدمة الخبر حيث أهم ما فيه.

– يساعد من الناحية التحريرية في اختصار أي جزء من التفاصيل غير المهمة التي تأتي في نهاية الخبر. حيث أن المساحة المخصصة للخبر تشكل دائما مشكلة بالنسبة للصحف.

– سهولة اختيار عناوين الخبر في المقدمة وأن تكون المقدمة أو الاستهلال كاملا وافيا بالغرض طالما القارئ يستطيع أن يستغني عن بعض التفصيلات في المتن.

2. قالب الهرم المعتدل

يشبه هذا القالب القصة في كتابة الخبر فالمقدمة تهيأ القارئ بموضوع الحدث، ثم يعرض التفاصيل الخاصة به في الفترة الثانية وصولا إلى الخاتمة، ويفضل الكثير من الصحفيين في الدول الغربية على وجه الخصوص هذا القالب في وصف الأحداث الغريبة أو المأساوية، وذلك لتمهيد القارئ للحدث وصولا إلى قلب الحدث.

وفي هذا القالب وضع الهرم طبيعيا، حيث تكون قاعدته في الأسفل وفي هذه الحالة لا تضم المقدمة اهم ما في الخبر وإنما مجرد تمهيد، ثم يأتي جسم الخبر ليضم معلومات أكثر أهمية، وفي الخاتمة أو في أسفل القاعدة تأتي المعلومات الأهم، ولا يستخدم هذا القالب إلا في الإخبار المتعلقة بالقصص الإنسانية أو الأحداث العاطفية أو حوادث الجرائم المثيرة، ويأتي هذا القالب على ثلاث أجزاء وهي:

المقدمة: وهى تحتل قمة الهرم المعتدل تعد وتهيئ القارئ لقراءة الخبر فهي تشير إلى موضوع الخبر، رغم أنها لا تتضمن أهم ما في الحادثة.

جسم الخبر: وهو يحتل جسم الهرم المعتدل، ويتضمن تفاصيل مهمة عن الخبر بحيث تبدأ من المعلومات الأقل أهمية فالأكثر أهمية، ويتم استدراج القراء تدريجيا إلى أهم معلومة في الخبر.

الخاتمة: وهي تحتل قاعدة الهرم المعتدل وتحتوى تشتمل على أهم معلومة في الخبر الصحفي الذي لطالما انتظره القارئ.

و”يستخدم نمط الهرم المعتدل بشكل جيد في الأخبار الطويلة والأخبار التي تتضمن وقائع مثيرة ومتصاعدة على غرار أخبار الجرائم والحوادث” (حسني نصر، سناء عبد الحمان، مرجع سابق، ص218).

الصورة أدناه توضح اكثر طبيعة الهرم المعتدل:

3. قالب الهرم المقلوب المتدرج

يقوم هذا الهرم على أساس تشبيبه بالبناء الفني للخبر الصحفي بالبناء المعماري للهرم المقلوب المتدرج وهو بذلك يأخذ شكل المستطيلات المتدرجة على شكل هرم مقلوب بحيث يكون للخبر مقدمة تتضمن اهم تصريح فيه ثم يأتي بعدها جسم الخبر في شكل فقرات متعددة ليشرح ويلخص كل منها جانبا من جوانب الخبر، وبين كل فقرة وأخرى يذكر نص تصريح لمصدر الخبر أو الشخصية التي يدور حولها الخبر. ويتم ترتيب أقوال المصدر المقتبسة حسب الأهمية، حيث يبدأ بالتصريح الأهم ثم التصريح المهم ثم التصريح الأقل أهميةقل اهميأ

يربط بعض الأكاديميين هذا القالب بالصحف الرسمية والنشرات الناطقة باسم الهيئات والتنظيمات والمؤسسات، حيث أن هذا القالب يرتبط في الغالب بالتصريحات والبلاغات والخطب والبيانات، أو بمعنى آخر، كل ما يتعلق بفعل الكلام. وهذا القالب مزيج بين القالبين السابقين: الهرم المعتدل والهرم المقلوب، حيث يأخذ التسلسل الزمني من الهرم المعتدل وأهمية الحدث من الهرم المقلوب (فاروق أبو زيد، مرجع سابق، ص ص 328-326).

وتعتمد بنية الخبر وفقا لهذا القالب على عرض التصاريح التي يدلي بها:

– الشخصيات البارزة أو المهمة في المجتمع.

– المسؤولين عن العلاقات العامة.

– الناطق الإعلامي باسم إحدى المؤسسات أو المنظمات.

وسوف توضح الصورة أدناه أكثر عناصر قالب الهرم المتدرج:

التحرير الصحفي

يُعد التحرير الصحفي ركن رئيسي للصحفية وإخراجها وهو المعيار الأساسي في نجاحها ورواجها فالصحيفة كما يرى عبد السميع عبد الجواد هي التحرير أولا وكل نجاح تحققه هو إنما جودة التحرير ونجاحه”.

ويري الدكتور “فاروق أبو زيد” أن “اصطلاح فن الكتابة الصحفية أكثر تحديد من فن التحرير الصحفي”، (فاروق أبو زيد، فن الكتابة الصحفية، دار المأمون للطباعة والنشر، ط1، القاهرة، 1981، ص 9)، وحجته  في ذلك أن عملية الإعداد أي الإخراج الصحفي تنفصل عن عملية الكتابة وهذا من منطلق أن الكتابة فن صحفي وإعداد المادة ونشرها في الصحيفة شيء آخر.

ويعرف “محمود علم الدين” التحرير الصحفي بأن “خطوة من خطوات إصدار الصحيفة هو العملية اليومية أو الأسبوعية حسب دورية الصدور، والتي يقوم فيها المحرر بالصياغة الفنية والكتابة الصحفية أو المعالجة لمضمون إعادة الصحيفة، أو المعلومات التي جمعها من المصادر المختلفة في الأشكال أو القوالب الصحفية المناسبة والمتعارف عليها، كقوالب فنية تحريرية للصحيفة ثم المراجعة الدقيقة لها وإعادة الصياغة لها” (محمود علم الدين، الفن الصحفي، مطبوعات قطاع الثقافة، مؤسسة أخبار اليوم، القاهرة، 2004، ص 107).

ويمكن القول بأن التحرير الصحفي هو أحد فنون الكتابة النثرية يقوم على تحويل الوقائع والأحداث والآراء والأفكار والخبرات من إطار التصور الذهني والفكرة إلى لغة مكتوبة مفهومة للقارئ.

يهدف التحرير الصحفي كعملية صحفية فنية، وكخطوة من خطوات إصدار الصحيفة إلى تحقيق عدة أهداف من أهمها (محمود علم الدين، مرجع سابق، ص 108):

– جعل النص الصحفي يتناسب مع سياسة الصحيفة.

– تحري الأخطاء التي قد ترد في الحقائق والمعلومات وتصحيحها.

– جعل النص الصحفي يتناسب مع المساحة المحددة.

– تبسيط وتوضيح وتصحيح لغة النص الصحفي.

– توضيح معاني النص الصحفي وإحياؤها.

– مراجعة النص الصحفي من أجل التأكد من الموضوعية المنطقية.

– تعديل لهجة النص الصحفي عند الضرورة.

– جعل النص الصحفي يروق لقارئ الصحيفة.

– تسهيل عملية الإخراج الصحفي.

مقدمة الخبر الصحفي

تعد المقدمة بمثابة الاستهلال ومدخل القارئ إلى الخبر، لها أهمية كبيرة في بناء الخبر الصحفي وتشترك مع العنوان في جذب القارئ إلى الخبر أو إبعاده عنه، ولذلك لا بد أن تتوفر لها كل الإمكانيات التي توفر لها الجاذبية لاستهواء القارئ وجره لمتابعة الخبر حتى النهاية، ويمكن تعريف المقدمة حسب جورج هاو بأنها: “بداية الخبر وتتألف من جملة واحدة تكون مستقلة ضمن فقرة معينة.

1. تعريف المقدمة

ويمكن للاستهلال أن يتألف أكثر من جملة واحدة وقد يصل إلى عدة فقرات في الأخبار الطويلة”، ويرى البعض بأنها: “المدخل أو الزاوية التي يمهد بها الكاتب لموضوعه، ويجب أن يكون هذا المدخل قويا، ومنطقيا وقريبا من    اهتمام القارئ وتفكيره حتى يتمهد تمهيدا جيدا لبقية المقال” (إسماعيل إبراهيم، فن المقال الصحفي الأسس  الفكرية والتطبيقات العملية، دار الفجر للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 2000، ص 152)، فوكالة أنباء الاسوشيتد برس (AP) فقد شبهت المقدمة بالمقبلات التي تزكي الشهية ولا تقدم وجبة.

2. خصائص ووظائف المقدمة

الخصائص:

هناك مجموعة من الخصائص على المحرر الصحفي مراعاتها عندما يكون بصدد تحرير مقدمات الأخبار الصحفية وهذا من أجل أن تؤدي دورها المنوط بها، نذكر من بين هذه الخصائص:

– أن يذكر مصدر الخبر في بداية أو سطر من المقدمة ” صحفي، مراسل، مندوب، وكالة أنباء…” (عبد الجواد سعيد ربيع، مرجع سابق، ص 152) وفي الصحافة الجزائرية نجد كتابة اسم صاحب الخبر أو الموضوع يأتي بين المقدمة وجسم الخبر.

– أن تكون المقدمة قصيرة مختصرة تتناسب مع حجم ومضمون الخبر ليس هناك تحديد لعدد الأسطر أو الكلمات في كتابة الاستهلال ولكن مقدمة الخبر لا تزيد عن ثلاثين كلمة بمعدل ثلاثة أسطر في العادة.

– أن تكون واضحة ودقيقة وأن لا تكون مزدحمة بالمعلومات.

– أن تقدم بموضوعية دون إبداء الرأي أي يجب عدم الإيحاء للقارئ بشيء.

– أن تجيب المقدمة على أهم سؤال لموضوع الخبر وهذا حسب طبيعة الموضوع، فإذا كانت المقدمة تتعلق بالأشخاص فإنها تجيب عن سؤال من؟ سواء كان شخصا حقيقيا أم معنويا، وممكن أن تكون مقدمة تفسيرية فتجيب عن سؤال لماذا؟ أي الدافع وراء الخبر أو أن تكون توضيحية للزمان فتجيب على سؤال متى؟، أو للمكان فتجيب على سؤال أين؟ أو للكيفية فتجيب على سؤال كيف؟، وأخيرا يمكن أن تكون توضيحية للحدث نفسه فتجيب على سؤال ماذا؟ وهو الأكثر شيوعا في الصحافة العربية.

الوظائف:

أفضل المقدمات هي التي تفتح شهية القارئ إلى الاستزادة من القراءة، ويجب أن تتراوح مفردات المقدمة الناجحة ما بين 20 إلى 30 كلمة ويجب أن تكون هذه المفردات: موجزة وواضحة ودقيقة، فالمطلوب من هاته المفردات العشرين أو الثلاثين أن تؤدي الوظائف التالية لتكون مقدمة جيدة:

– تعرض ملخصاَ للموضوع.

– تكشف عن هوية الأشخاص والأماكن من ذوي العلاقة.

– تبرز الطابع المميز للخبر.

– تعطي آخر التفاصيل عن الحدث.

– تثير اهتمام القارئ لمتابعة قراءة الخبر.

3. أنواع المقدمات

إذا كانت أساليب كتابة مقدمة الخبر متباينة من صحيفة إلى أخرى ومن وكالة أنباء إلى أخرى فإنه من الطبيعي أن تتعدد أنواع هذه المقدمات في الصحف، وهو أمر ايجابي للقارئ الذي يرغب أن يقرأ تنوعا في الخبر تبعا لتنوع الثقافات والاهتمامات والميول، ويمكن حصر أنواع مقدمات الخبر الصحفي فيما يلي:

– المقدمة التلخيصية:

يحاول هذا النوع من المقدمات الإجابة على أكبر عدد ممكن -إن لم نقل كلها- وهي الأسئلة الستة المشهورة  5w+h، (حسني نصر، سناء عبد الحمان، مرجع سابق، ص 200)، كما تعد من أبسط أنواع المقدمات وهي التي تلخص بوضوح وبساطة أهم المعلومات التي يحتويها الخبر، أي هي المقدمة التي تحشد جميع عناصر الإثارة في الجملة الأولى، وتستخدم غالبا في قوالب الهرم المقلوب، ومن ميزات هذه المقدمة: تلبية حاجات القراء الذين يقرؤون الأخبار من عناوينها فإما أن تجذبهم الفقرة الأولى إلى بقية الخبر أو أن تحولهم إلى خبر آخر.

مقدمة الاقتباس:

وتكون عبارة عن اقتباس فقرة من تصريح أو حديث كما وردت دون تحريف أو تحرير، ويلجأ إليه كاتب الخبر لتأكيد مصداقية المعلومات التي يوردها في الخبر، إن اقتباس زبدة الخبر ووضعها في جملة موجزة غالبا ما يفي بالغرض ويعطي فكرة واضحة عن الخبر:مثلا “لا ارتفاع في سعر طابع جواز السفر” تصريح وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي مشيرا إلى أن قانون المالية المقبل لا يتضمن زيادة في سعر طابع جواز السفر”.

مقدمة المجاز:

أي استخدام الكلمات بمعاني مجازية مثال: “الحكومة تفتح النار على أحزاب المعارضة، فمن المعلوم لم يقف وزير الداخلية ممسكا برشاشه لإطلاق النار على أي من الأحزاب، كما أن أحدا من تلك الأحزاب لم يصب بأذى جسدي”، فهذه المقدمة تتضمن كلمات ومعاني مجازة على أن الحكومة بدأت تهاجم المعارضة.

المقدمة المشوقة “الغرابة أو الطرفة”:

رغم أن كل مقدمة يجب أن تكون مشوقة وجذابة فإن هذا النوع من المقدمات يعتمد على عنصر التشويق أساسا في صياغته وفكرته، وتنطوي تحت هذه المظلة الأخبار التي تحمل عنصر التشويق والجدة والغرابة أحيانا، حيث تشير إلى مفارقة غير عادية أمثلة: “أم تضع تسع توائم”.

المقدمة الوصفية:

وهي المقدمة التي تصف الخبر أو الحدث أو ترسم صورة له مثال:” كانت الساعة تشير إلى الثانية من بعد الظهر، كل شيء في الطائرة يتسم بالهدوء، الركاب منشغلون بالقراءة أو استماع الموسيقى عندما ظهر فجأة شاب ملثم ليعلن اختطاف الطائرة”.

المقدمة الاستفهامية:

وتسمى مقدمة السؤال وهي التي تبدأ بسؤال يشير إلى موضوع الخبر مثال: “هل تقف الحكومة عاجزة أمام ظاهرة الاعتداء على المال العام؟…”إلى متى يتهرب التجار وأصحاب المطاعم من دفع الضرائب المستحقة عليهم”.

المقدمة الحوارية:

وهي المقدمة التي تحاول إيجاد نوع من الحوار بين أطراف الخبر أي الابتعاد عن الطرق التقليدية في نقل الخبر: “نائب معارض: هناك تجاوزات إدارية كبيرة في مختلف الوزارات. وزير التنمية الإدارية: نحن أو من نعاني من هذه التجاوزات ونحاول جاهدين للقضاء عليها”. أنت دكتاتور- نائب في البرلمان- بل أنت الذي يريد أن يزايد – رئيس الحكومة-.

مقدمة التناقض “المفارقة”:

وفي هذا النوع من المقدمات يتم الاعتماد على المفارقات والتناقضات، كما يقابل المحرر  بين المفارقات والأضداد كمقابلة الكبير والصغير والملهاة والمآساة والماضي والحاضر (عبد العزيز شرف، الأساليب الفنية في التحرير الصحفي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، 2000، ص 162).

مقدمة المثل أو الحكمة:

وهي التي تتضمن مثل أو حكمة معروفة لدى القراء ثم يورد بعدها الخبر الحقيقي والذي يجب أن يكون له علاقة مباشرة بالمثل أو الحكمة مثلا: “ليس كل ما يلمع ذهبا”، “اتق شر من أحسنت إليه”.

المقدمة الساخنة “القنبلة”:

غالبا ما تكون في جملة واحد قصيرة ومختصرة ولكنها مفاجئة وتحمل خبرا هاما يوازي بضخامته انفجار القنبلة، أو الحديث عن شيء عظيم وهام، مثال: “اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في بيروت صباح اليوم”.

وإلى جانب المقدمات السابقة وهي الأكثر استخداما توجد هناك العديد من أنواع المقدمات التي لا تصلح إلا مع أنواع معينة من الأخبار كالأخبار العلمية والطبية والفنية.

 

4. شروط تحرير العنوان

يرى الدكتور “عبد الجواد سعيد ربيع” بأنه من أجل تحرير عنوان جيد للخبر الصحفي يجب مراعاة مجموعة من الشروط لخصها في النقاط التالية :

– أن يكون عنوان النص الإخباري إجابة عن أحد الأسئلة الستة.

– أن يكون العنوان الخبري صادق الدلالة على الخبر الذي يحمله، وأن لا يكون مبالغا فيه.

– أن يكون مركزا وبعيدا عن أي فعل حدثي، ويكون واضحا يستطيع القارئ استعابه.

– أن يكون مضمونه الإخباري جديد وجذاب وعدم تكرار الكلمة داخل العنوان الواحد.

– الاهتمام بان يكون كل عنوان يمثل فقرة واحدة أو جملة واحدة مستقلة بذاتها.

(عبد الجواد سعيد ربيع، فن الخبر الصحفي، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2005، ص 149)

وهناك من يضيف مجموعة من الخصائص الواجب على الصحفيين في قاعات التحرير أخذها بعين الاعتبار عند تحريرهم للعناوين، وهي على العموم:

– أن يشتمل العنوان على أهم حقيقة في الخبر أو الحقيقة الجوهرية فيه.

– تركيز عبارات العنوان وتخليصه من الألفاظ الزائدة.

– يفضل أن يكتب العنوان بالفعل المضارع.

– أن يركز على أكثر الأحداث إثارة.

– أن يكون معبرا عن المضمون ومرتبطا به وملائما له.

– أن يكون مثيرا للانتباه و يبتعد عن التهويل أو المغالاة.

– لا يظهر رأيا مسبقا تجاه الحديث.

5. أنواع العنوان

تتداول العديد من أقلام المنابر الصحفية العديد من أسماء العناوين الخاصة بمختلف الأخبار الصحفية، وهذا الاختلاف راجع لتعدد المدارس المنتهجة من قبل المحررين الصحفيين، وتختلف أنواع العنوان في الصحافة المكتوبة حسب معايير معينة:

أنواع العناوين حسب المضمون:

لكل مادة إعلامية عنوان خاص بها، فعنوان المقال مثلا غير عنوان الخبر، وعنوان الخبر الخاطف غير عنوان الخبر المطول وعنوان الخبر الخفيف غير الجاد وكذلك بالنسبة للخبر البسيط والمركب، وفي جميع هذه الأنواع من العناوين لكثرتها، وسنكتفي بأربعة منها هي:

– المانشيت: “العنوان العريض” وهو العنوان الكبير الذي يتصدر الصفحة الأولى من الجريدة أو غلاف المجلة ويسمى في هذه الحالة المانشيت الأولى يمتد على أعمدة الصفحة المتاحة “ستة أو سبعة”، أما المانشيت الداخلية فتتوج بها كل صفحة بحسب اختصاصها كصفحة السياسة المحلية وصفحة السياسة الخارجية وصفحة الأخبار الاجتماعية غيرها. ومن عادة الصحفيين أنهم يوجهون عناية خاصة إلى المانشيت باعتبارها مجالا لتفرد كل جريدة بأسلوبها، وتحتل المانشيت الأولى أهمية خاصة في الصحف المسائية “غالبا ما تكون بالألوان” ولذلك قيل المانشيت ميزان الرواج لهذه الصحف، وسميت صحف المانشيت. أما الصحف الصباحية الرصينة فتحرص على أن تأتي مانشيتاتها الأولى جذابة وأكثر إثارة، حيث يمكن القول بأن المانشيت هي المعبرة عن سياسة الجريدة واتجاهها العام. مثلا: فإذا قالت المانشيت: “الجيش الفلاني يواصل عدوانه على مدينة ما” كانت سياسة الجريدة ضد هذا الجيش. وإذا قالت: “الجيش الفلاني يواصل تقدمه الظافر إلى مدينة كذا” كان موقفها مؤيدا لهذا الجيش. وإذا قالت: “الجيش الفلاني يواصل هجومه على مدينة كذا أو يواصل زحفه” دل ذلك على موقف محايد.

– عنوان المقال: فإذا كانت المانشيت جملة تتوج بها المادة الإخبارية الأساسية، ومرآة تعكس الأحداث فإن عنوان المقال هو عبارة يتوّج بها المقال كما أنه يعكس رأي الكاتب وموقفه واستنتاجاته، كما أن مجال التفنن فيه أوسع لما يتاح فيه من سبل التصوير والمجاز والإيحاء ويتاح في عنوان المقال الاستعانة بالقصص الشائعة أو الأقوال المأثورة أو عناوين الإثارة المشهورة. ومن شروط استغلال الأمثال أن تكون مطابقة لمقتضى الحال مطابقة تامة.

– عنوان التحقيق والخبر: يحبذ في عنوان التحقيق أن يكون بعيدا عن البلاغة يتصف بالفصاحة في المضمون والدقة في المعلومات والواقعية في الأداء، أما عنوان الخبر يجب أن يكون بسيطا لا يكتنفه الغموض ولا يشوبه التعقيد وسهلا بمفرداته مثال ذلك:” 20 ألف مهجر و3 آلاف بيت مهدم يكتبون مأساة الجنوب”.

أنواع العناوين حسب الشكل:

تندرج في نماذج أساسية أهمها:

العنوان الخبري: وهو الذي يحمل إلى القارئ معلومات عن الموضوع بحيادية خالية من أي رأي أو تقييم أو انفعال، مثل: “انتهاء عملية اختطاف ركاب طائرة”.

العنوان التقريري: ويختلف العنوان التقريري عن العنوان الخبري في أنه يقدم عناصر الموضوع مضافا إليها رأي الصحيفة أو تقييم الكاتب أو المحرر، وقد يكون هذا الرأي حكيما، سلبيا، إيجابيا، ويتناس هذا النوع من العنوان مع الأخبار السياسية (حسني نصر، سناء عبد الحمان، مرجع سابق، ص 199) مثل “الدول الغربية تسترجع الدولارات النفطية من فوهات المدافع العربية”.

-العنوان الاستفهامي: ويسمى أيضا العنوان الاستفساري، وهو ما بني على صيغة السؤال مثل:”لماذا بكى الرئيس ليلة انتخابه رئيسا للجمهورية؟”.

– العنوان التحريضي: وهو الذي يتضمن نوعا من أنواع التحريض للجمهور، مثل: “استقل أيها المسؤول”.

– العنوان الاقتباسي: وهى جملة قوية مؤثرة على لسان مسؤول مثل: “وزير الدفاع: لا تهاون في أمن الوطن”.

– العنوان الوصفي: وصف عادى بألفاظ قوية معبرة، فالخبر الرياضي يناسب العنوان الوصفي (حسني نصر، سناء عبد الحمان، مرجع سابق، ص199) مثل عنوان: “النسر الأسود يلحق في سماء العرب”.

وحسب الدكتور “عبد العالي رزاقي” هناك خمسة أنواع من العناوين (عبد العالي رزاقي، الأنواع الصحفية وتطبيقاتها في الصحافة الجزائرية، أطروحة دكتورة، جامعة الجزائر، 2008-2009  ص 56)،  وهي:

– عنوان إشارة، وهو يجيب على سؤال من أسئلة الخبر.

– عنوان رئيسي مفرد، ويأتي في شكل جملة اسمية خبرها جملة فعلية.

– عنوان معلق، وهو أكثر العنوانات استخداما في الصحافة المكتوبة.

– العنوان الفرعي: و يكاد يفتقد في الأخبار والتقارير في الصحافة الوطنية.

– العنوان الخبري: يجمع بعنوانات، وله تشكيلات فنية في الجريدة منها:التشكيلة الهرمية، وتشكيلة المتوازيات أو الموحد البداية أو النهاية أو الاثنين معا

 

 

 

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “القوالب الفنية في الكتابة الصحفية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *